اهتم الجهاز ومنذ نشأته بالعمل على تهيئة السوق وكياناته وكافة المعاملات والممارسات الخاصة بأنشطته لتكون متسقة مع اهداف الجهاز واستراتيجيته نحو الفتح التدريجي للسوق نحو التنافسية، وهو حجر الأساس لتوجهات قطاع البترول والدولة المصرية في التحول إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة في المنطقة.
وأحد أهم الجهود التي قام بها جهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز هو العمل على تنظيم وتنسيق العلاقات بين جميع الأطراف الفاعلة في السوق، سواء كانت شركات تعمل في مجالات النقل أو التوزيع أو التوريد. هذا التنظيم يهدف إلى ضمان أن تعمل هذه الشركات وفق إطار قانوني وتنظيمي موحد، مما يسهم في تحقيق الشفافية والعدالة في التعاملات.
بالإضافة إلى ذلك، تم استكمال القواعد والاسس والضوابط التنظيمية التي تضمن ممارسة الأنشطة المختلفة بطريقة منظمة وفعالة، هذا النظام يضمن التزام كل كيان بمسؤولياته وواجباته، ويتيح مجالاً أكبر للتطوير والتوسع بما يتماشى مع أهداف الدولة في تعزيز قطاع الغاز الطبيعي.
لقد حرص الجهاز كذلك على نقل الخبرات والممارسات العالمية الناجحة إلى السوق المصري، بما يساهم في تطوير منظومة سوق الغاز ويساعد في إدخال مفاهيم المنافسة بشكل تدريجي. هذه المبادرات أسهمت بشكل مباشر في تعزيز كفاءة السوق، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين، وتهيئة البيئة المناسبة لجذب المزيد من الاستثمارات. وبفضل هذه الجهود، شهد سوق الغاز المصري تطورًا ملحوظًا، وأصبح مهيئًا لمواصلة النمو على أسس اقتصادية وتنظيمية متينة.
ومع استمرار هذه المسيرة، ستشهد المرحلة المقبلة تركيزًا أكبر على تنويع مصادر الغاز داخل السوق، بما يسمح بدخول عدد أكبر وأكثر تنوعًا من الكيانات لممارسة أنشطة السوق، مما يعزز من التنافسية والابتكار. كذلك، سنعمل على توسيع نطاق التنظيم ليشمل أنشطة جديدة مثل تخزين الغاز وسلسلة أنشطة الهيدروجين وما تتضمنه من نقل وتخزين واى اعمال مرتبطة، بالإضافة إلى تكثيف الجهود لزيادة قاعدة المستهلكين المؤهلين الذين سيستفيدون من هذه التطورات، حيث يعتبر المستهلكون المؤهلون البداية الحقيقة لأي سوق تنافسي.
وأود في هذا السياق أن أوجه خالص الشكر والتقدير لفريق العمل بالجهاز على جهودهم المبذولة في تنفيذ الرؤى والأهداف الطموحة للجهاز. كما أود أن أشكر الشركات المرخص لها وأطراف السوق على تعاونهم المستمر مع الجهاز في تطبيق القرارات التنظيمية والمساهمة الفعالة في تطوير هذا القطاع الحيوي. إن هذا التعاون المشترك كان وسيظل أحد الأعمدة الرئيسية لتحقيق النجاحات التي نفخر بها اليوم.
نتطلع معًا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي ستدعم جهودنا في ترسيخ مكانة مصر كواحدة من المراكز الرئيسية للطاقة في المنطقة. هذه الجهود تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة واستغلال مواردنا الطبيعية بشكل أكثر كفاءة، وفي تحقيق الاستدامة الاقتصادية لمستقبل أفضل.
مهندس/ محمد عبد العزيز
الرئيس التنفيذى